بسم الله الرحمن الرحيم
يقولون :جنة المسلمين فيها زنا ،وزواج ،وليس فيها نعيم روحي..
هكذا
أدعى المعترضون قائلين هذه هي الجنة التي أتى بذكرها نبي الإسلام فيها زنا
،زواج ،وليس فيها نعيم روحي بخلاف المسيحية التي فيها نعيم روحي فقط ولا
يوجد فيها زواج....
الرد على الشبهة
أولاً: إن من يدعي أن في الجنة زنا لابد أن يأتي بالدليل أولاً،و إلا فما هذا إلا محض افتراء....
وأما الزواج في الجنة فهو من نعيمِ أهلِ الجنة ،وكذلك نعم أخرى حسية لهم جزءًا بما صبروا في حياتِهم الدنيا...تدلل على ذلك أدلة منها:
1-قوله تعالى:" كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (54) يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ (55) لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (56) فَضْلًا مِنْ رَبِّكَ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (57) " (الدخان )
2-قوله تعالى:" مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (20) وَالَّذِينَ
آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ
ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ
امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ (21) وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (22) يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا لَا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ (23) وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ (24) وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (25) قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ (26) فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ (27) إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ (28) " (الطور)
3-قوله تعالى: "إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ (55) هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ (56) لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ (57) " (يس )
ثانيًا : إن ادعاءهم بأن الجنة التي أتي بها محمد- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- للمسلمين حسية فقط ،وليس فيها نعيم روحي بخلاف المسيحية التي فيها نعيم روحي فقط ولا يوجد فيها زواج....
أدعاء باطل من عدة أوجه:
الوجه الأول: إن النعيم والعذاب يقع على الروح والجسد ،وليس الجسد فقط...
الوجه الثاني :إن أعظم نعيم أهل الجنة روحي ؛وهو رؤية الرب I تدلل على ذلك دلائل منها:
1-قوله تعالى: "ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ (34) لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ (35) " (ق )
جاء في التفسير الميسر: لهؤلاء المؤمنين في الجنة ما يريدون، ولدينا على ما أعطيناهم زيادة نعيم، أعظَمُه النظر إلى وجه الله الكريم. أهـ
تفسير ابن كثير: وقوله: { وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ } كقوله تعالى: { لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ } [ يونس: 26]. وقد تقدم في صحيح مسلم عن صُهَيب بن سنان الرومي: أنها النظر إلى وجه الله الكريم. وقد روى البزار وابن أبي حاتم، من حديث شريك القاضي، عن عثمان بن عمير أبي اليقظان، عن أنس بن مالك في قوله عز وجل: { وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ } قال: يظهر لهم الرب، عز وجل، في كل جمعة. أهـ
2-قوله تعالى: " لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ " ( يونس: 26)
التفسير الميسر: للمؤمنين الذين أحسنوا عبادة الله فأطاعوه فيما أمر ونهى، الجنةُ، وزيادة عليها، وهي النظر إلى وجه الله تعالى في الجنة، والمغفرةُ والرضوان، ولا يغشى وجوههم غبار ولا ذلة، كما يلحق أهل النار. هؤلاء المتصفون بهذه الصفات هم أصحاب الجنة ماكثون فيها أبدًا. أهـ
تفسير ابن كثير : وقوله: { وَزِيَادَة } هي تضعيف ثواب الأعمال بالحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، وزيادة على ذلك [أيضا] ويشمل ما يعطيهم الله في الجنان من القُصُور والحُور والرضا عنهم، وما أخفاه لهم من قرة أعين، وأفضل من ذلك وأعلاه النظرُ إلى وجهه الكريم، فإنه زيادة أعظم من جميع ما أعطوه، لا يستحقونها بعملهم، بل بفضله ورحمتهI . أهـ
الوجه الثالث: هو ردًا على قولهم: المسيحية التي فيها نعيم روحي فقط ولا يوجد فيها زواج.... فهو قول وتصور خاطئ يرد عليهم كلام يسوع المسيح وليس آخر ؛جاء ذلك في موضعين من إنجيل متى هما:
الأول: إصحاح 16 عدد 19وَأُعْطِيكَ مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ، فَكُلُّ مَا تَرْبِطُهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا فِي السَّمَاوَاتِ. وَكُلُّ مَا تَحُلُّهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاوَاتِ».
الثاني: إصحاح 18 عدد 18 اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ
مَا تَرْبِطُونَهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا فِي السَّمَاءِ،
وَكُلُّ مَا تَحُلُّونَهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي
السَّمَاءِ.
نلاحظ من خلال ما سبق هذه العبارة: وَكُلُّ مَا تَحُلُّونَهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاءِ.
والمعنى: أن أي شيء حلال ليس بمحرم في الدنيا يكون حلالاً في جنة الربI ،ولا شك أن الزواج حلال في الدنيا ،والفاكهة ...
فعلى ما سبق يتبين لنا: سقوط الادعاءات الباطلة وذلك –بفضل الله I -
كتبه /أكرم حسن مرسي