بسم الله الرحمن الرحيم
درس في علم الأجتماع
أتمنى يكون خفيف على الجميع
عالم من علماء الجتماع يطرع رأيه ونظريته في لأسرة
اميل دوركايم... وتفسر الاسرة:يعد عالم الاجتماع العالم والمفكر الاجتماعي الفرنسي (دوركايم ) مؤسس الاتجاه البنائي الوظيفي ومن اهم اعماله التي ارست دعائم هذا الاتجاه " تقسيم العمل في المجتمع " و " الاشكال الاولية للحياة الدينية " و " قواعد المنهج السيسولوجي ".
وقد عرض العمل الاخير : " المبادئ الواجب اعتمادها في دراسة الظاهرة الاجتماعية " ابتداء من الموضوعية مرورا باعتبار الظاهرة , شيئاً قابلاً للدرس , وانتهاء بضرورة تفسير الظاهرة الاجتماعية باسبابه الاجتماعية .
منهجية دور كايم في دراسة الاسرة :
عندما يبدا دور كايم في تحديد موضوعه , فانه بشكل مواز يضع خطة البحث ومنهجه فيصف الظاهرة الاجتماعية ( الاسرة هنا) وتركيبها, عن طريق فصل عناصرها المترابطة عن بعضها البعض , فيفترض اولا ضرورة التميز بين الاشخاص والممتلكات , ثم التمييز بين الاشخاص انفسهم فهنالك الزوج والزوجة والاولاد وهنالك اقرباء العصب ثم الاقارب من درجات مختلفة أي كل ما تبقى من القرابة في نظام العشيرة , والذين يتمتعون بسلطة واسعة ويدخلون غالبا في حياة العائلة حتى يومنا هذا . وقد وضع خطة بحث كما يلي :
قرابة الدم : وتفترض دراسة علاقة الزوج بأقربائه واقرباء زوجته وعلاقة الزوجة باقربائها واقرباء زوجها , سواء بالنسبة للاشخاص او الممتلكات.
علاقة كلا من زوجي المستقبل بفعل بالانجاب : ومايشترطة من سن البلوغ (الزواج ) ومن توافق وقبول اجتماعي احادية الزواج , حصول اوعدم حصول زواج سابق ,وجود قرابة او سبب ما يحرم الزواج ثم علاقة الزوجين كشخصين وما يترتب على كل منهما من حقوق وواجبات وطبيعة الرابط الزوجي وامكانية حله.
علاقة الزوجين بالممتلكات المنفصلة لكل منهما او اشتراكهما بالملكية العائلية , والحقوق الارثية , المهر...الخ
علاقة الاولاد بالاهل كاشخاص : السلطة الابوية , التحرر, سن الرشد , وعلاقتهم بالاهل بالنسبة للممتلكات كالارث وحق التحفظ ووصاية الاهل والملكية الخاصة بالولد ثم علاقة الاولاد فيما بينهم والذي يقتصر حاليا على الحق الارثي.
تدخل الدولة العام في حياة العائلة : كفرض العقوبات المادية لصيانة الاسرة كمؤسسة اجتماعية وتدخلها الخاص في العلاقات بين زوجي المستقبل كاشهار الزوج في حينه ثم تدخلها بين الزوجين او بين الاهل والاولاد , اسقاط حق السلطة الابوية او ان تحل اقرباء العصب ( مجلس العائلة ) طلبات المنع ...الخ
لفهم البنية يوصي دوركايم بالاستناد الى دراسة العادات , والحقوق , والآداب وليس الاعتماد على الحكايات والتوصيات الادبية : ان بعض الاستعلامات عن العادات في مجال الارث تفيدنا كثيرا في فهمه وتعلمنا عن تكوين اسرة اكثر مما تعلمنا رسوم خاصة كثيرة .
بقية ملاحظتان منهجيتان يؤكد عليهما دور كايم في دراسة الظاهرة الاجتماعية :الاولى : ان العلاقة بين العضو ووظيفة ليست علاقة جامدة , فالمجتمع من اجل علمه الذاتي يخلق الاعضاء الضروريين لذلك : كالاسرة , مجلس العائلة , المصاهرة...الخ وهؤلاء الاعضاء ذوو وظيفة ضرورية لعمل المجتمع كالعضو نفسه.
الثانية : تنبيه البحث لعدم التورط في اصدار احكام تقييمية على المجتمعات فعلميا لا يمكن في اماكن وازمان مختلفة وليس هنالك طريقة مثلي للحياة تصنف على اساسها طرق الحياة في مختلف المجتمعات والشئ المثالي الوحيد هو العيش بانسجام مع الشروط المحيطة بالانسان .
قانون تقلص حجم الاسرة لدى دوركايم :اكد دوركايم على ان الاسرة اخذت في ظل الثقافات الراقية تتقلص من اكبر اشكالها المعروفة الى اشكال اصغر فاصغر . ولو انه لم يستبعد احتمال بقاء بعض الاشكال القديمة في فترات احدث تاريخيا وهو اهم النماذج الاسرية :
• الجماعات القرابية.
• الاسرة الكبيرة .
• الاسرة الابوية الكلاسيكية .
• اسرة الاب .
وقد اطلق ( دور كايم ) على هذة الظاهرة اسم قانون تقلص حجم الاسرة او قانون التناقص .
وتنقسم التفسيرات التي قدمت لتعليل هذا التطور الى قسمين رئيسيين هما :
الاول : التفسيرات البنائية : والتي تنطلق من قضية مؤادها ان كثافة العلاقات المتبادلة داخل اسرة الاب ( وهي اقرب الاشكال السابقة للاسرة الابوية النووية ) تنخفض عن كثافة تلك العلاقات في الاشكال الاسرية السابقة , وهنا نلمس بوضوح تكيز (دوركايم ) على القضية المفضلة لديه أي قضية التضامن الاسري او درجة التماسك داخل الاسرة وهي القضية التي عالجها في دراسته عن الانتحار .
الثاني : التفسيرات التاريخية : والتي تنطلق من فرض مؤاده ان التتابع البنائي لتلك الانماط الاسرية هو نتيجة تطور تاريخي من اتجاه واحد ( او هو تطور خطي لاعودة فيه الى الوراء ) .
وربط دوركايم التصنيع كمتغير مستقل بتقلص حجم الاسرة وتناقص وظائفها اعتمادا على منهجيته السابقة , وبذلك يعد دوركايم عالم الاجتماع الاول الذي دافع عن اطروحة ومفهوم الاسرة النووية مرهنا على ان الاسرة الزوجية في المجتمع تصبح النمط المهيمن في المنظومة الاسرية تبعا لعمليتي التقلص وبروز الميول والفروق الفردية .