اعترافات رجل نرجسي
... وبعد ثلاثين عاماً
تأكدتُ أني أُحبكِ
بعد ثلاثين عام .
وأنكِ امرأتي دون كل النساء
وأيقنتُ أن جميع الذي كان قبلكِ
كان سراباً ..
وكان دخاناً ..
وكان احتلام ..
وبعد ثلاثين عاماً
عرفتُ غبائي الشديد
وسخفي الشديد
وأيقنتُ أنكِ شمس الشموس
وبَرُّ السلام
وأني بدونكِ طفل
أضاع حقيبته في الزحام
وأنك أمي التي ولدتني
ومنها تعلمتُ كيف أمشط شعري .
وكيف أذكر ليلاً دروسي
وكيف أهجي الكلام ..
وبعد ثلاثين عاماً
طلبتُ اللجوء السياسي للحب ..
حين اكتشفت بأني تعبت ..
وأني انهزمت ..
وأن إناء غروري انكسر ..
حجزتُ مكاناً لحزني بكل مطار
وألغيت بعد قليل حجوز السفر
فلا قبلتني بلاد الجفاف
ولا قبلتني بلاد المطر
هي النرجسية قد دمّرتني
فكل العيون محطات ليل
وكل النساء لديّ سفر !!
أفتش فوق الخريطة
عن وطن مستحيل
فما من رصيف أنام عليه
ولا من حجر ..
وبعد ثلاثين عاماً
خلعتُ ثياب التخلف عني
وحمّمتُ عيني بماء المرايا
وضوء الرخام
دخلتُ زمان الحضارة
حين رأيتُ يديكِ ..
ولملمتُ بالعين ريش النعام
وعمّرتُ عند التقاء الضفيرة .. و***** ..
أوّل عاصمة للغرام ..
وبعد ثلاثين عاماً
وجدتُ بعينيكِ مفتاح حريتي
ومن قبل عينيك كنت ضريراً
أفتش عن شمعة في الظلام
وقبل حرير ذراعيكِ ..
ما كان عندي
مكان على الأرض فيه أنام ..
وبعد ثلاثين عاماً
تخلصتُ من عقدة البدو في داخلي
ومن صرخة الأعين السود
خلف ثقوب الخيام ..
وثقّفت عيني
وثقّفت أذني
وحَطّ السنونو على كتفي
وفتح في القلب ورد الشآم ..
وبعد ثلاثين عاماً
بدأت أجمع أجزاء نفسي
وألصقها بعد طول انفصام
وقررت أن أستعيد لياقة فكري
ودهشة شعري ..
وكنت أفكر تحت الركام
وأكتب تحت الركام ..
وبعد ثلاثين عاماً
وجدتكِ تحت قميصي
مخبّأة مثل فرخ الحمام ..
وحين مددت إليك يديّ
تحولتِ في لحظات
إلى امرأة من غمام
وبعد ثلاثين عاماً
رأيت بعينيكِ برهان ربي
وشاهدت نور اليقين
وشاهدت كل الصحابة والمرسلين
وشاهدت برقاً
وشاهدت ناراً
وشاهدت بالعين .. رائحة الياسمين
وشاهدت . شاهدت
حتى نسيت الكلام ..
سماءٌ من الكحل , تمحو سماء
نساءٌ تكسّرن فوق نساء
وأنتِ ستبقين .. بعد ثلاثين قرناً
ستبقين بيت القصيد ..
ومسك الختام ..